كيفية حساب المسافة بين الأرض والقمر

كيفية حساب المسافة بين الارض و القمر

كان الإغريق قديما يراقبون القمر في جميع مراحله، فكان حدثهم يخبرهم أن هناك جسم فضائي حقيقي يقع على مسافة ثابتة حيث هم واقفون على سطح الأرض، وقد وضع الإغريق أفكارا غير عادية لتحديد المسافة بين الارض والقمر، ولكن المفكرين في العصر الهلينستي قاموا بتقدير الفترات الفلكية بإستخدام العين المجردة فقط.

ثم جاء بعد ذلك العصر الحديدي وأثبتت أبحاثهم في نهاية الأمر أن المسافة في الفضاء بين القمر والبشر على سطح الأرض تبلغ حوالي 240000 ميل، ونحن نعرف الآن أن المسافة بين الأرض والقمر تقريبا 384400 كيلو متر أي حوالي 238857 ميل، وهذه المسافة تساوي تقريبا 30 مرة مثل محيط الأرض.

والدراسات والأبحاث قد أثبتت الآن أن القمر غير ثابت في مكانه ولكنه يدور حول الأرض في مدار بيضاوي لذلك المسافة بين القمر والأرض غير ثابتة بل تتغير بشكل مستمر مع دورانه حول مداره البيضاوي، وتبلغ المسافة عند أقرب نقطة للقمر وبين الأرض حوالي 353300 كيلو متر ، كما أن المسافة عند أبعد نقطة بينه وبين الأرض تبلغ حوالي 406700 كيلو متر.

-تحديد المسافة منطقيا ثم بالليزر :

كانت هناك نظريات لتحديد المسافة بين الأرض والقمر لعالم الفلك كوبرنيكوس، ولكن كان هناك نظرية أخري قبل كوبرنيكوس وكانت لعالم الفلك اليوناني أريستارخوس ساموس الذي وضع أبحاثه لتحديد المسافة بين القمر والأرض في منتصف القرن الثالث قبل الميلاد.

وهذا قبل وقت طويل من اختراع التليسكوب والكومبيوتر،وكان أريستارخوس طالب فيزيائي تعلم في مدينة الإسكندرية وقد ولد في جزيرة ساموس وهو المكان الذي ولد فيه عبقري الرياضيات فيثاغورث

وبمشاهدة خسوف القمر أدرك أريستارخوس مراحل القمر المختلفة التي تتفق مع الإزاحة المرئية لظل الأرض على سطح القمر،ومن خلال دراسته قدر المسافة بين الأرض والقمر بحوالي 240000 ميل أو 60 مرة نصف قطر الأرض،ولكن الأن توصلوا الى تحديد المسافة بين الأرض والقمر عن طريق الليزر.

انحسار المسافة بين الأرض والقمر :

منذ 4.6 مليون سنة كان القمر في مراحل تكوينه المبكر، وكان أقرب الى الأرض، حيث أن القمر في الواقع يندفع بعيدا ببطء بمعدل ما يقرب من 4 سم سنويا، وترتبط الأرض و القمر من خلال قوة سحب الجاذبية، ولكن كوكب الأرض يدور أسرع من القمر، والجاذبية بين الأرض والقمر هي سبب رئيسي في حدوث المد والجزر وقوة الجذب تعمل على تباطؤ الأقمار الصناعية، كما أنها تعمل على نقل الطاقة من الأرض الى القمر، وتمدد المدار الذي يدور عليه القمر وبالتالي تحدث زيادة بطيئة في المسافة بين القمر والأرض مع مرور الوقت، كما يزيد من الدورة القمرية، كما ان دوران الأرض يبطئ حركة القمر.